إرادةٌ لا تنكسر وثورةٌ لا تموت

التطوّرات الإيجابية والإنجازات المدهشة التي تحقّقت في الأيّام الثلاثة الماضية أكّدت سبعَ حقائق جوهرية في الثورة السورية، حقائق عرفها أهل الثورة قبل اليوم ثمّ أضحت اليوم من اليقينيات والمسلَّمات:
1- الثورة ما تزال حيّة، لم يتَخَلّ عنها أصحابُها ولم تَمُتْ في قلوب أبنائها مع كلّ الضغوط والابتلاءات، ولن تموت بإذن الله.
2- الشعب السوري الذي خرج على واحد من أعتى أنظمة القمع والإجرام في العصر الحاضر كان يملك ما يكفي من البطولة والشجاعة والإرادة والعزيمة يوم خرج في ثورته أوّل مرة، وما زال يملك القدر الأوفر منها مع كثرة الجراح والآلام.
3- القوّة الحقيقية على الأرض هي الجيش الحر الذي حمل الثورة في انطلاقتها المبكّرة، على ما أصابه من آفات وما تلبّسته من نقائص، فهو أمل الثورة اليوم كما كان أملها في سنوات الثورة الأولى.
4- تجّار الدين ليسوا من الثورة ولا يُرجى منهم أيّ خير، وهم لا يجيدون سوى قتال الفصائل الثورية وإنهاك الحاضنة الشعبية وتسليم المناطق المحرّرة للأعداء، وبيع الأوهام والشعارات التي كانت لها سوق رائجة ذات يوم ثم قَلّ مشتروها فما عاد يسري خداعُها إلا على السذّج والمغفّلين.
5- الإرادة الحرّة تصنع المستحيل، والنصرُ ليس نتيجة حتمية لكثرة السلاح ولا الهزيمةُ نتيجة حتمية لقلّته. وإن يكن للسلاح القويِّ الكثيرِ دورٌ لا يُنكر، إلا أنّ القلب المؤمن والعزيمة الصادقة هما الفيصل الحقيقي بين الانكسار والانتصار.
6- العمل الجماعي هو الأمل الوحيد لإنقاذ الثورة واستعادة ألَقها وعنفوانها الضائع، وأساسُ العمل الجماعي وأُسُّه المتين هو القرارُ الموحّد في إدارة المعركة والخطّةُ الواحدة في الحَراك العسكري وإقامةُ العلاقة مع الداعمين على أساس الشراكة وتكامل المصالح لا على التبعية والانقياد.
7- الأمل الحقيقي -بعد الأمل بالله- هو في الذات وليس في الداعمين والأصدقاء، “فما حَكّ جلدَك مثل ظفرك” ولا حرّر أرضَك غيرُ جيشك، ولن يحمل هَمَّ ثورتك وشعبك أحدٌ سواك.
بقلم: مجاهد ديرانية