أقلام الثائرين

هكذا يحكم الطغاة

طلب ستالين من خدمه دجاجةً حيَّة، فجيء بها فأمسكها بقوة، وبدأ ينتف ريشها، حاولت الدجاجة التحرّك بقوّة لتُخلِّص نفسها من هذا العذاب، لكن دون جدوى، نتف ستالين ريشها بالكامل، وقال لأعوانه: الآن ترقّبوا ماذا سيحصل.

وضع ستالين الدجاجة على الأرض، وأخذ بيده قليلاً من الشعير وابتعد، ففُوجئ الجميع بأنّ الدجاجة تركض نحوه، فرمى لها شيئاً من الشعير الذي بيده، وأخذ يتنقّل في أرجاء الغرفة والدجاجة تتبعه أينما ذهب، عندها التفت ستالين إلى أعوانه المذهولين وقال: هكذا يمكنكم أن تحكموا الشعب، أرأيتم كيف تلحقني هذه الدجاجة رغم ما سبَّبته لها من ألم.

بهذه الطريقة يحكم الزعماء والقادة في عالمنا العربي شعوبهم بالتجويع، ليركضوا وراءهم ويبايعوهم على السرّاء والضرّاء، يشغلونهم بقوت يومهم فيشلَّون تفكيرهم؛ لأنّ التفكير هو العدوّ الأول لهم، والأشدّ خطراً على عروشهم، منهجهم: لا تتعب نفسك بالتفكير.. الدولة تفكّر عنك.

نقلت لكم هذه القصة لننتقل منها إلى مهزلة الانتخابات الرئاسية في سوريا، إلى الببغاوات المرشِّحة للرئاسة، إلى سدنة معبد القصر(علماء السلطان)، إلى الشعب المقهور الذين يعيش في عالم التيه والضياع، الذي لا يدري بماذا يفكّر، هل يفكّر في تأمين قوت يومه، أو جوع أولاده أو مأوىً يستر فيها نفسه، أم يفكّر في الأمان خوفاً على نفسه وعلى أولاده من التشريد والتهجير والاعتقال والقتل.

يسمّونها انتخابات ديمقراطية زوراً، ويأبى سدنة معبد القصر إلا أن يسمّوها بيعةً واستحقاقاً نفاقاً، والشعب المقهور ضائع مشتّت بين نظام مجرم قاتل وبين أتباع أُبيّ بن سلول من خطباء النفاق والضلال، وما يمارسونه من تضليل وتزييف وكذب وافتراء وغشّ وخداع وجرأة على الله ورسوله، أولئك الذين يلوون أعناق النصوص ويحرّفون الكَلِم عن مواضعه فيحلّون للظالم قتل المسلم وإذلاله وإفقاره ونهب أمواله ويباركون له ذلك، عليهم من الله ما يستحقّون.

بقلم: الدكتور أيمن شعباني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق