أقلام الثائرين مجزرة عفرين

سمعت الصوت في الأولى وكانت لحظة عصيبة لا أعلم أين ومن تأذّى، هرعت لهاتفي لأرى الأخبار.. شخص يسأل عنّي ليطمئنّ، وآخر يسأل ويستفسر عن الحال.
جاء الخبر بأنّ الجرحى ستّة وقتيل واحد.. حزنت لما جرى ولكن حمدت الله بأنّ الجرحى ليس بأكبر من هذا، ما هي الا دقائق وإذا بصلية أخرى تدوّي بأرجاء المدينة، خفت واهتزّ شيء ما بداخلي، لم أستكن ولم أهدأ، علمت بأنّ إحدى كتل النار والحقد طالت مشفى تعالج المدنيين من أبناء بلدي من أبناء سوريا الذين اختلطت دماؤهم ببعضهم.
هرعت مسرعاً للمكان وإذا بي أسير وأمشي بين أنقاض الناس.. أعضاء منثورة عن أجسادها.. فإنّني أرى أشلاء مقطّعة كأنّها مجزرة هائلة مستذكراً مجازر الماضي، المشهد نفسه.. نعم مجزرة مروّعة.. دماء وأشلاء..
صرخات هنا وهناك.. غبار لا يكاد يجعلني أعرف المصاب من الشهيد.
أمّ تبكي ولدها قائلة ماما قوم جبتك عالمشفى لتمشي.. ورجل يبكي قهراً يصرخ على زوجته قومي راح يجينا ولاد ودموعه كأنّها نهر جارف.. أب يبكي بحرقة قوم يا ابني هاتو إيد ابني هي الإيد لابني.. شخص يبكي ويركض ويقول ما عندي حدى ميت ولا متصاوب بس انتو أهلي سلامتك يا أمّي سلامتك يا حجّة.
لا أعلم ما حلّ بنا ولسان حالي يقول: يا ربّ ارفع عنّا البلاء، ففي كلّ يوم يتجدّد لنا اللقاء بدم هنا وهناك وأشلاء، ملاحقون أينما ذهبنا فذنبنا كرامة وعقيدة وقصّة بقاء.
لن نهدء ولن نستكين، وبإذن الله سنصنع التاريخ بهمّة الأتقياء، ونطير خلف النجوم، وتنعَم حياتنا بلا أشلاء وبلا دماء.
بقلم: سامر غنيم